إسلام آباد: أجرى رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، يوم الأحد، مكالمة هاتفية مع رئيس أذربيجان إلهام علييف، وبحث معه سبل تعزيز الاتصال الإقليمي بعد اتفاق السلام الذي أبرمته باكو مع أرمينيا، وفق ما ذكره مكتب شريف.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع أن أرمينيا وأذربيجان التزمتا بإحلال سلام دائم بعد عقود من الصراع، وذلك خلال استضافته قادة الخصمين في جنوب القوقاز في حفل توقيع بالبيت الأبيض.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه باكستان، التي تتعافى ببطء من أزمة اقتصادية كبرى ضمن برنامج قرض بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، إلى الاستفادة من موقعها الجيوستراتيجي لتعزيز تجارة العبور وجذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق تعافٍ مستدام.
وخلال الاتصال، هنأ شريف الرئيس علييف على اتفاق السلام التاريخي مع أرمينيا، وقال إن إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود سيفتح عهداً جديداً من الازدهار لمنطقة القوقاز.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: “أعرب رئيس الوزراء بشكل خاص عن تقديره للدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسهيل هذا الاتفاق التاريخي الذي سيجلب الآن السلام والازدهار للمنطقة”.
من جانبه، شكر الرئيس علييف رئيس الوزراء الباكستاني، وأكد أن التنمية السلمية في المنطقة ستخلق فرصاً جديدة لتعزيز الربط بين باكستان وآسيا الوسطى.
وتجدر الإشارة إلى أن أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية وأذربيجان ذات الأغلبية المسلمة قد تنازعتا لعقود حول الحدود ووضع الجيوب العرقية داخل أراضي كل منهما. وخاض البلدان حربين بسبب إقليم قره باغ المتنازع عليه، والذي استعادته أذربيجان من القوات الأرمينية في هجوم خاطف عام 2023، ما أدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف أرمني عرقي.
وقال ترامب خلال حفل البيت الأبيض إن الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين “تلتزمان بوقف كل القتال إلى الأبد، وفتح مجالات التجارة والسفر والعلاقات الدبلوماسية، واحترام سيادة كل طرف وسلامة أراضيه”.
وأضاف بيان مكتب شريف: “أعرب الرئيس علييف عن تقديره العميق للدعم المستمر والثابت الذي تقدمه باكستان لأذربيجان في قضية قره باغ”. ورد رئيس الوزراء قائلاً: “لقد كان دائماً واجباً على شعب باكستان أن يمد يد العون لإخوانه وأخواته الأذربيجانيين في هذه القضية الجوهرية، ومن المشجع أن نرى أنه بفضل القيادة الجريئة والحكمة السياسية للرئيس علييف، تحقق السلام أخيراً في هذه المنطقة”.
وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما للمسار الإيجابي للتعاون الثنائي، وكرر رئيس الوزراء دعوته للرئيس علييف للقيام بزيارة رسمية إلى باكستان قريباً. ومن المتوقع أن يلتقي الزعيمان أيضاً في تيانجين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقبلة.
وتحافظ باكستان وأذربيجان على علاقات وثيقة. ففي يوليو، التقى شريف بالرئيس علييف في خانكندي على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي السابعة عشرة، حيث اتفقا على تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.
وكانت هذه الزيارة هي الثالثة لشريف إلى أذربيجان في عام 2025، إذ زار باكو في مايو في إطار دفع أوسع للدبلوماسية الاقتصادية مع جمهوريات آسيا الوسطى، التي عرضت عليها باكستان الوصول إلى موانئها الجنوبية في كراتشي وجوادر.
وفي يوليو 2024، أعلنت أذربيجان عن استثمار بقيمة ملياري دولار في باكستان خلال زيارة الرئيس علييف إلى إسلام آباد. وفي سبتمبر من العام الماضي، وقّعت باكستان عقداً لتزويد أذربيجان بطائرات مقاتلة من طراز JF-17 بلوك 3، ما يعكس تعميق التعاون الدفاعي بين البلدين.