في الذكرى السنوية الأولى لرحيل السيد حسن نصر الله، ألقى الشيخ نعيم قاسم خطابًا أكد فيه أن المناسبة ليست مجرد ذكرى، بل تجديد للعهد مع خط المقاومة الذي أسسه السيد حسن بدمه وجهاده. وقال إن السيد نصر الله لم يكن قائدًا عاديًا، بل مدرسة ارتكزت على الإيمان والولاء للولاية، وعلى رفع راية المقاومة التي حققت الانتصارات التاريخية من 2000 إلى حرب تموز 2006 وصولًا إلى تحرير الجرود. وأضاف أن استشهاده لم يضعف المقاومة، بل جعل نهجه خالدًا حاضرًا في وجدان الأمة.
استعرض الشيخ قاسم الأحداث الكبرى خلال العام الماضي، فبيّن أن العدو الإسرائيلي والأمريكي شنّا حربًا شرسة على المقاومة، استهدفت قادتها ومقدراتها، وانتهت باستشهاد السيد حسن في 27 أيلول ثم السيد هاشم صفي الدين بعد أيام قليلة. لكن رغم قساوة الضربات، أعادت المقاومة تنظيم صفوفها بسرعة، وانتخبت قيادة جديدة، وفرضت اتفاق وقف إطلاق النار بعد 71 يومًا من المواجهة. وأكد أن المشهد الشعبي المليوني في تشييع السيد حسن، وصمود أهل الجنوب رغم الدمار، والانجازات الاجتماعية والسياسية للحزب، كلها دلائل على أن المقاومة أقوى من أي وقت مضى.
وأوضح أن جوهر الصراع اليوم هو محاولة أمريكا وإسرائيل نزع سلاح المقاومة، مشددًا أن هذا السلاح هو قوة لبنان ولن يُسلَّم تحت أي ظرف. واعتبر أن على الدولة اللبنانية أن تركز على أربع أولويات: وقف العدوان، انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، إطلاق الأسرى، والبدء بإعمار ما تهدّم. كما دعا إلى الوحدة الداخلية، وتطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده، وتطوير النظام نحو إصلاحات وطنية تحمي التوازن.
وأكد الشيخ قاسم أن فلسطين تبقى القضية المركزية، وأن ما يجري في غزة يكشف وحشية المشروع الإسرائيلي، لكن صمود المقاومة الفلسطينية أفشل المخطط وأحيا روح التضامن في العالم. ووجه تحية خاصة لإيران واليمن والعراق وسوريا وكل القوى والشعوب التي دعمت خيار المقاومة، معتبرًا أن هذا المحور هو ضمانة الأمة.
واختتم خطابه برسالة مباشرة إلى جمهور المقاومة، واصفًا إياهم بأنهم أبناء السيد حسن وأبناء العزة، ومؤكدًا أن المقاومة ستبقى بفضل صمودهم وتضحياتهم، وأن الراية ستظل مرفوعة حتى تحقيق النصر الكامل. وقال: “إنا على العهد يا نصر الله”.