إسلام آباد – 17 أكتوبر 2025م :
قال زعيم الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي نقوي، إن النظام الاقتصادي الغاصب والطبقي قد دفع الإنسانية إلى ظلمات الفقر، مؤكدًا أن غياب العدالة الاقتصادية جعل العالم أسيرًا لنظام طبقي ظالم، حيث يزداد الأغنياء ثراءً بينما يعاني الفقراء حرمانًا مطلقًا من أبسط مقومات العيش، نتيجة غياب تكافؤ الفرص وظروف الحياة القاسية.
وأوضح العلامة في بيانه بمناسبة اليوم العالمي لحماية الغذاء أن النظم الاقتصادية القائمة – سواء الاشتراكية أو الرأسمالية – فشلت في تحقيق العدالة الاقتصادية الحقيقية، وأن هذه اللاعدالة العالمية هي التي أسهمت أيضًا في تقوية الكيان الصهيوني بكل الوسائل، حتى أصبحت مأساة غزة الصورة الأوضح لذلك. وأضاف أن ما يحدث في غزة اليوم هو محاولة لدفن الإنسانية حيّة، بعد آلاف الأطنان من القصف الوحشي، ثم فرض قيود قاسية على المساعدات الإنسانية وخلق أزمة غذاء خانقة، رغم ما يسمى بـ “الاتفاق” الذي لم يُغيّر شيئًا من الواقع المأساوي.
وأشار زعيم الشيعة إلى أن الأمم المتحدة، بوصفها مؤسسة يُفترض أنها تمثل إرادة المجتمع الدولي، لا ينبغي أن تكتفي بتخصيص أيام رمزية للتوعية، بل يجب أن تتخذ خطوات عملية لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم. وقال إن النظام الاقتصادي الجائر يقيّد العالم بأسره، وإن الاشتراكية والرأسمالية رغم شعاراتهما البراقة لم تنجحا في ضمان العدالة، بل جعلتا الإنسانية في وضع أسوأ من ذي قبل.
وبيّن أن إحصاءات الأمم المتحدة نفسها تُظهر أن أكثر من 15٪ من سكان العالم لا يجدون قوت يومهم، وأن السبب الجوهري لذلك هو هذا النظام الاقتصادي الغاصب ونمط الحكم الجائر الذي يهيمن على موارد الأرض.
وأكد العلامة نقوي أن الإسلام هو المنهج الكامل للحياة، فهو الذي يضمن الحقوق المتساوية والعدالة الاقتصادية والحكم العادل، وأن نظام عدل الإمام علي (ع) يبقى النموذج الخالد للعدالة والإنصاف في التاريخ الإنساني، ومصدر الإلهام لأي نظام يسعى لتحقيق الكرامة والمساواة بين البشر.
وتحدث أيضًا عن الوضع الاقتصادي في باكستان، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي لحماية الغذاء يُصادف في وقتٍ تعيش فيه البلاد ظروفًا اقتصادية صعبة، إذ يُنتظر إعلان الموازنة الفيدرالية السنوية بينما تواجه الدولة تحديات التغيّر المناخي. وأضاف أن نحو عشرين مليون باكستاني يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا للإحصاءات الأخيرة، وأن الميزانيات المتعاقبة لا تقدّم حلولًا حقيقية، بل تزيد الأعباء على المواطن العادي بدل أن تخففها، وهو ما يستدعي إصلاحًا اقتصاديًا جذريًا يعيد التوازن والعدالة الاجتماعية.
وختم العلامة السيد ساجد نقوي بالقول إن إنقاذ الإنسانية من الفقر والجور لا يمكن أن يتحقق إلا بتطبيق نظام اقتصادي عادل يقوم على مبادئ الإسلام، ويكفل لكل إنسان حقه في الحياة الكريمة بعيدًا عن الاستغلال والهيمنة الطبقية.

