بيروت – 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025
برعاية الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أقام مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي (دام ظله) حفل إطلاق كتابه الجديد باللغة العربية بعنوان «الغناء والموسيقى»، وهو سلسلة دروس فقهية قدّمها سماحته في مرحلة البحث الخارج، أعاد تدوينها وترجمتها إلى العربية الشيخ أحمد أبو زيد العاملي.
وخلال الاحتفال، الذي شارك فيه عدد من العلماء والشخصيات الدينية والثقافية، ألقى الشيخ نعيم قاسم خطابًا مطوّلًا تناول فيه الجوانب الفقهية والعلمية في فكر الإمام الخامنئي، والعلاقة التي تربط حزب الله بالقيادة الإيرانية، إضافة إلى مواقف الحزب من التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
إشادة بمكانة الإمام الخامنئي العلمية
في مستهل كلمته، تحدث الشيخ قاسم عن الملكات الاستنباطية والعلمية للإمام الخامنئي، مشيرًا إلى دقته في اللغة والمصطلحات وحرصه على عرض مختلف الآراء الفقهية دون تحرج. ووصفه بأنه عالم متواضع، يجمع بين العمق الفقهي والروح القيادية الجامعة.
وأكد أن علاقة حزب الله بالإمام الخامنئي هي علاقة دينية وعقائدية قبل أن تكون سياسية، موضحًا أن الحزب يسترشد بتوجيهات الولي الفقيه في المنهجية العامة لحياته ومواقفه، لأنها تمثل الضمانة الشرعية والروحية للمجاهدين في سبيل الله.
ارتباط عقائدي ومشروع حق
وشدّد قاسم على أن الارتباط بالولي الفقيه هو ارتباط بالعقيدة والإيمان والحرية، مؤكدًا أن المشروع الإسلامي الذي يقوده الإمام الخامنئي هو مشروع حق وعدالة، لا مشروع سلطة أو مصالح آنية.
وأضاف أن الإمام الخامنئي كان له، بعد الإمام الخميني، الدور الأبرز في ترسيخ ثقافة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، معتبرًا أن ذلك شكّل الأساس لصمود الشعوب في وجه الاحتلال الإسرائيلي والاستكبار العالمي.
الدعم الإيراني… شرف لا تهمة
وفي محور بارز من خطابه، قال الشيخ قاسم إن إيران هي صاحبة الفضل الأكبر في دعم المقاومة، مضيفًا:
“لولا الدعم الإيراني لما تحرّر لبنان، ولما انطلقت الانتفاضة المسلحة في فلسطين، ولما تحوّلت صورة الكيان الصهيوني إلى جرثومة سرطانية خبيثة.”
ورأى أن هذا الدعم ليس تهمة بل عنوان شرف وكرامة، منتقدًا في المقابل الأنظمة العربية التي “تخلّت عن فلسطين ووقفت إلى جانب الاستكبار العالمي”.
كما أثنى على صمود إيران في وجه العدوانين الإسرائيلي والأمريكي، معتبرًا أن صبرها وقدرتها على المواجهة مثّلا نموذجًا للقيادة والشعب المقاوم.
الموقف من إسرائيل وأمريكا
سياسيًا، هاجم الشيخ قاسم السياسات الأمريكية في المنطقة، معتبرًا أن واشنطن هي التي تقود الإبادة والمجازر في غزة ولبنان بالتواطؤ مع إسرائيل، وقال:
“حين يطرح نتنياهو إسرائيل الكبرى، فإنها في خدمة أمريكا الكبرى. وما سُمّي مشروع سلام في شرم الشيخ ما هو إلا استعراض سياسي لتغطية الفشل الإسرائيلي.”
وأضاف أن إسرائيل لم تحقق أهدافها ولن تحققها رغم الدعم الدولي، مؤكدًا أن المقاومة ستبقى السدّ المنيع أمام المشروع الصهيوني.
استقرار لبنان بشروط السيادة
وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي، أكد الشيخ قاسم أن استقرار لبنان لا يتحقق بالتهديد أو الضغط الأميركي، بل بكفّ يد إسرائيل عن العدوان، مشددًا على أن حزب الله “لا يسير تحت التهديد ولا يخضع للضغوط”.
وقال إن سلاح المقاومة هو جزء من قوة لبنان، وليس سببًا لضعفه، منتقدًا الذين يدعون إلى نزعه تلبيةً للمطالب الإسرائيلية. كما دعا الحكومة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية السيادة وإعادة الإعمار، محذرًا من أن بعض المسؤولين “يتصرفون كموظفين لدى الإدارة الأمريكية”.

