راولپنڈی/ إسلام آباد – 2 ديسمبر 2025
زعيم الشيعة في باكستان العلّامة السيّد ساجد علي نقوي، إنّ الإنسانيّة اليوم تعاني من أشدّ وأخطر أنواع العبوديّة مقارنةً بالماضي. فالإنسان وُلد حرًّا، لكنّه في كلّ عصر واجه شكلًا جديدًا من أشكال الاستعباد، وقد حلّت اليوم عبوديّة الشعوب والدول محلّ عبوديّة الأفراد، وهي بلا شكّ أكثر قسوةً وشدّة.
وجاءت تصريحات آية الله العلّامة ساجد نقوي في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لإلغاء الرقّ الذي يوافق الثاني من ديسمبر.
وأوضح أنّ النظام الرأسمالي العالمي و”الكاپيتاليّة“ وغيرها من الشعارات البراقة قد كبّلت ليس فقط الأفراد، بل المجتمعات والأمم والدول، بقيود يصعب التحرّر منها. فقد أصبحت الإنسانيّة اليوم أسيرة أنواع مختلفة من العبوديّة: الاقتصاديّة، والثقافيّة (الحضاريّة)، والسياسيّة.
وأشار إلى أنّ المؤسّسات الماليّة الدوليّة قد أحكمت قبضتها على العديد من الدول والشعوب، فيما تُستخدم شبكات العقوبات الاقتصاديّةوالاعتداءات العسكريّة السافرة لإذلال الإنسان والتضييق عليه في أرضه.
وفي الجانب الآخر، تقف العبوديّة الحضاريّة الأخطر، التي تستهدف وعي الإنسان وتفرض عليه ثقافة غير فطريّة، فتسلبه حقّه في التفكير والعيش بحرّية.
كما تفرض القوى الاستعماريّة الحديثة هيمنتها السياسيّة عبر مخطّطات وأساليب مختلفة تُسهم في إخضاع الأمم وإضعاف إرادتها. وتوجد أمثلة لا تُعدّ ولا تُحصى على ذلك، لكن أبرزها ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني ولا سيّما أهل غزّة، حيث تجاوز الاستعمار والعبوديّة كلّ الحدود.
وختم العلّامة بالقول إنّه لا يمكن للبشريّة أن تتحرّر من العبوديّة ما لم تُطبّق مبادئ حقوق الإنسان على قدم المساواة، وما لم تتحوّل الاتفاقيّات والمواثيق الدوليّة من مجرّد بيانات إلى التزامات واقعيّة. دون ذلك، ستبقى الإنسانيّة أسيرة أشكال متجدّدة من الاستعباد.

