إسلام آباد – قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، يوم الجمعة، إن بلاده تأمل في إتمام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية “خلال أيام”.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب مفاوضات بين إسلام آباد وواشنطن، بدأت بعد أن فرضت الولايات المتحدة في أبريل رسوماً جمركية “متبادلة” بنسبة 29 بالمئة على الصادرات الباكستانية. وقد اعتبرت باكستان هذا الإجراء، الذي تم تعليقه مؤقتاً في يونيو لمدة 90 يوماً، تهديداً لجهودها الاقتصادية الهشة التي تعتمد بشكل كبير على التصدير.
تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق للصادرات الباكستانية، حيث بلغت الشحنات إليها 5.44 مليار دولار خلال السنة المالية 2023-2024، وفقاً للبيانات الرسمية. ومن يوليو 2024 حتى فبراير 2025، ارتفعت الصادرات بنسبة 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي حديثه خلال فعالية نظمها مركز “أتلانتيك كاونسل” في واشنطن، قال دار إن الجانبين ناقشا مؤخراً قضايا تتعلق بقطاعات المنسوجات، والتجارة الرقمية، والزراعة.
وأضاف: “تسعى باكستان للحصول على وصول أفضل إلى الأسواق الأمريكية، ومن جانبنا، نعمل على منح المنتجات الأمريكية فرص وصول أوسع إلى الأسواق الباكستانية الكبيرة.”
نأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مفيد للطرفين في أقرب وقت، ونتمنى أن يتم ذلك خلال أيام لا أسابيع
في إطار تصريحاته، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار: “نأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مفيد للطرفين في أقرب وقت، ونتمنى أن يتم ذلك خلال أيام لا أسابيع.”
وكانت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، قد شرعت في إعادة التفاوض بشأن عدد من الاتفاقيات التجارية مع دول عدة، ملوّحة بفرض رسوم جمركية بسبب ما وصفه ترامب بـ”العلاقات التجارية غير العادلة” – وهو وصفٌ يشكك فيه العديد من الاقتصاديين.

كما التقى دار يوم الجمعة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
وقال روبيو عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً):
“التقيت اليوم بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني @MIshaqDar50، وناقشنا سبل توسيع التجارة الثنائية وتعزيز التعاون في قطاع المعادن الحيوية. كما شكرتُه على شراكة باكستان في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.”
من جهتها، صرحت وزارة الخارجية الباكستانية أن دار “ثمّن الدور المحوري الذي لعبه كل من الرئيس ترامب والوزير روبيو في خفض التوتر بين باكستان والهند من خلال تسهيل إعلان وقف إطلاق النار.”
في المقابل، لم يأتِ بيان وزارة الخارجية الأمريكية على ذكر الهند.
وكان ترامب قد تبنّى في عدة مناسبات الفضل في إعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، والذي نشره على وسائل التواصل الاجتماعي في 10 مايو، بعد محادثات أمريكية مع الجانبين. لكن الهند نفت مراراً أن يكون للولايات المتحدة أي دور مباشر في إعلان وقف إطلاق النار، واعتبرت ادعاءات ترامب غير دقيقة.
ويُذكر أن هجوماً مسلحاً في 22 أبريل على منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية أدى إلى مقتل 26 شخصاً، ما أشعل موجة عنف بين الجارتين النوويتين في أحدث تصعيد لصراع مستمر منذ عقود.
وردّت الهند بشن ضربات على باكستان في 7 مايو، وتبادل الطرفان القصف والاشتباكات لمدة ثلاثة أيام، أسفرت عن مقتل العشرات، إلى أن أُعلن وقف إطلاق النار في 10 مايو.
وحمّلت نيودلهي باكستان مسؤولية الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد، داعية إلى تحقيق محايد. أما واشنطن فقد أدانت الهجوم لكنها لم توجه اللوم بشكل مباشر إلى باكستان.