سباق عالمي نحو الصواريخ فرط الصوتية: الصين وروسيا في الصدارة والولايات المتحدة تحاول اللحاق

0
48

شرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريراً مفصلاً حول سباق الدول الكبرى لتطوير الصواريخ الأسرع من الصوت، مؤكدة أن الصين وروسيا تتقدمان بوضوح في هذا المجال بينما تسعى الولايات المتحدة لسد الفجوة عبر برامج تطوير متسارعة.

وأشار التقرير إلى العرض العسكري الضخم الذي أقامته الصين احتفالاً بذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، حيث كشفت بكين عن ترسانتها من الصواريخ فرط الصوتية المضادة للسفن، في رسالة واضحة مفادها أن حاملات الطائرات الأميركية – التي تبلغ كلفة الواحدة منها 13 مليار دولار – قد تتحول إلى أهداف مباشرة في أي مواجهة مستقبلية.

وفي السياق ذاته، تواصل روسيا تعزيز قدراتها في هذا النوع من الأسلحة، حيث أعلنت عن نشر صواريخ الانزلاق “أفانغارد” وصواريخ “زركون”، إلى جانب صاروخ “كينزال” المشتق من تقنيات الصواريخ الباليستية، مؤكدة أن هذه الأنظمة دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي لصالح قواتها المسلحة.

أما الولايات المتحدة، فما زالت متأخرة نسبياً، على الرغم من إحرازها تقدماً في برامج مثل “النسر الأسود” و”ARRW” ومشروع صاروخ كروز فرط الصوتي “HACM”، لكن الإنتاج على نطاق واسع لن يبدأ قبل عامي 2026 – 2027، وفق تقديرات التقرير.

ويرى الخبراء أن بطء واشنطن قد يكون أقل مما يبدو، إذ أن تفوقها العسكري الشامل – بما في ذلك أسطول طائرات الشبح وحاملات الطائرات المتعددة – يمنحها مرونة في مواجهة التهديدات دون الاعتماد الكلي على هذا النوع من الصواريخ.

وقال الخبير الأميركي توم كاراكو إن الولايات المتحدة لم تُظهر بعد التزاماً بميزانيات ضخمة للتحول الكامل نحو الاعتماد على الأسلحة فرط الصوتية، فيما أشار الباحث تود هاريسون إلى أن واشنطن تنظر لهذه الصواريخ كقدرة متخصصة تكمل ترسانتها الهجومية، لا كمجال سباق مفتوح مع الخصوم.

ويخلص التقرير إلى أن الاهتمام الأميركي يتنامى يوماً بعد يوم، لكن وتيرة التنفيذ والتمويل ما تزال محل نقاش، خاصة في ظل تحديات تقنية وسياسية معقدة قد تؤخر وصول هذه البرامج إلى مرحلة النضج العملي.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here