من إعلان الرسالة إلى أحداث شعب أبي طالب، فإن المسؤولية العظيمة التي أدّاها حضرة أبو طالب (عليه السلام) في رعاية ودعم خاتم المرسلين، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، هي مسؤولية فريدة لا مثيل لها، بحسب زعيم الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي نقوي.
روالبندي / إسلام آباد، 19 سبتمبر 2025 : قال العلامة السيد ساجد نقوي إن عمّ النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) ووالد أمير المؤمنين حضرة علي (عليه السلام)، كرّس حياته كلها في الدفاع عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وحمايته من أجل نشر وتبليغ الدين الحق. وبصفته أحد أعيان بني هاشم والمسؤول عن مفاتيح الكعبة المشرّفة، أدّى مسؤولياته على أكمل وجه. ومن إعلان الرسالة حتى أيام الحصار في شعب أبي طالب، فإن الرعاية والحماية التي قدّمها لخاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) لا نظير لها.
ولهذا السبب سمّى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عام وفاة السيدة خديجة الكبرى (سلام الله عليها) وحضرة أبو طالب (عليه السلام) بـ”عام الحزن”، وأظهر حزنه لفقدان هاتين الشخصيتين المحسنتين والمربيتين العزيزتين. جاءت تصريحات العلامة ساجد نقوي في رسالته بمناسبة يوم وفاة حضرة أبو طالب (عليه السلام) في السادس والعشرين من ربيع الأول.
وأضاف قائلاً إنه قبل بعثة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، كانت الإنسانية تعاني من الانحطاط والانهيار، وكان المجتمع غارقاً في الفوضى والاضطراب، وانتشر الفساد في كل مكان، والكراهية والحروب جعلت حياة الإنسان بلا قيمة. كانت كرامة المرأة وحقوق البنات تُنتهك، وكان كل إنسان يعبد هواه ويصنع إلهاً من رغباته. لم يكن هناك أثر للأخلاق أو الصبر أو التسامح، وكانت علاقة الخالق بالمخلوق مقطوعة، بل إن الناس نسوا حتى معرفة الخالق الحقيقية.
وفي مثل ذلك الجو، كان مبعث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بشارة عظيمة للبشرية ونبأً بالخلاص الأبدي. ومن أجل إزالة العقبات والصعوبات أمام دعوة الحق، تقدّم عم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حضرة أبو طالب (عليه السلام) ووقف مع النبوة والرسالة، وبذل الجهود لرفع الموانع.
وشدّد قائد الملة الجعفرية على أنه خلال حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعد وفاة حضرة أبو طالب (عليه السلام)، قدّمت ذريته تضحيات بالأنفس والأموال من أجل نشر رسالة الإسلام، وتركوا بصمات لا تُمحى من الهداية والقيادة للبشرية جمعاء إلى يوم القيامة. ومن يسلك نهجهم يجد في كل عصر سبيل النجاة.

