ترامب في الأمم المتحدة: “بلدانكم تذهب إلى الجحيم” وخطاب حاد ضد الهجرة والطاقة الخضراء

0
61

 نيويورك، 23 سبتمبر 2025 – في كلمة أثارت جدلاً واسعًا أمام الاجتماع العام الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على المنظمات الدولية وسياسات الهجرة والطاقة، متهمًا الدول التي تتبنّاها بأنها تُدمِّر بلادها، مع تأكيده في الوقت نفسه على دور الولايات المتحدة القوي على الساحة العالمية.

بدأ ترامب خطابه بمقارنة بين الوضع الراهن وما يقول إنه النجاحات التي حققتها إدارته في أول أشهرها، قائلاً إن بلاده أصبحت “الأقوى” في العالم من حيث الاقتصاد والحدود والعلاقات الدولية.

ثم انتقل إلى الانتقاد المباشر للأمم المتحدة، متسائلاً بصوت عالٍ: «ما فائدة الأمم المتحدة؟» وأضاف أن المنظمة تكتفي بإصدار بيانات “بشدة” لكنها تتخلى عن المتابعة والتطبيق، قائلاً إن “الكلمات الفارغة لا تحل الحروب”.

في سياق الهجرة، وجه ترامب كلامه إلى الدول الأخرى بأن تحذو حذو الولايات المتحدة في تشديد الحدود، محذرًا من أن الدول التي تستقبل الهجرة غير المنضبطة “تُدمَّر”. وقال: «بلدانكم تُذهب إلى الجحيم».

وعند الحديث عن التغير المناخي، وصف ترامب السياسات البيئية بأنها “أكبر خدعة” على مستوى العالم، متهمًا الدول التي تستثمر في الطاقة المتجددة بأنها تُخطئ في تقييم المصلحة الحقيقية للاقتصاد الوطني. 

كما هاجم الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه يُدمّر تراثه الثقافي عبر سياسات الهجرة والطاقة “السيئة”، وناشد الدول التوقف فورًا عن شراء النفط الروسي، وزعم أن بعض الدول أنفقت على الطاقة الروسية أكثر مما أنفقت لدعم أوكرانيا. 

فيما يتعلق بأوكرانيا، أدلى ترامب بتصريحات مفاجئة مفادها أنه يرى أن كييف تستطيع استعادة كافة أراضيها التي خسرتها أمام روسيا، واصفًا روسيا بأنها “نمر ورقي” (Paper Tiger). كما دعا دول الناتو إلى إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك أجواءها. 

وعند تناوله للصراع في غزة، دعا ترامب إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، محذّرًا من أن بعض الاعترافات بدولة فلسطين تُعتبر مكافأة للإرهاب.

كما أعلن نيته قيادة مبادرة دولية لوقف إنتاج الأسلحة البيولوجية والنووية، مستخدمًا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمراقبة والتحقق، معتبراً هذه التهديدات بأنها قد تُنهي العالم إن استخدمت فعليًا.

على الرغم من انتقاداته الشديدة، قال ترامب في مقابلة ثنائية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الولايات المتحدة “تقف خلف الأمم المتحدة 100٪” وأن لديها تقديرًا لدورها في تحقيق السلام، وهي تصريح يُعدّ تناقضًا مع ما ورد في خطابه. 

في ملاحظة طريفة خلال الكلمة، أشار ترامب إلى أن العبارات التقديمية (التيلبروبيتر) توقفت عن العمل، فاضطر إلى “التحدث من القلب”، وأضاف أنه سيحاسب من تسبب في العطل. إلا أن مسؤولي الأمم المتحدة ردّوا بأن الأجهزة التي توقفت كانت مملوكة وأدارتها الولايات المتحدة.

وخلال زيارته للأمم المتحدة، التقى ترامب برؤساء دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمناقشة سبل إنهاء الحرب في غزة، مؤكّدًا أن هذا اللقاء هو من أهم اجتماعاته في نيويورك.

على صعيد النقد والتحقيق، اعتبرت جهات فحص الحقائق أن بعض تصريحات ترامب مبالغ فيها أو غير دقيقة، خصوصًا الادعاء بأنه أنهى سبع حروب لا تنتهي، أو فيما يخص الأرقام المتعلقة بالهجرة والأسعار.

بينما لاقى الخطاب ردود فعل متباينة حول العالم؛ فبينما أشاد مؤيدوه بعباراته الحماسية، انتقده منتقدوه على أنه استخدم لغة استفزازية وأقلّل من دور التعاون الدولي. 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here