الاتفاق عاجز عن تنفيذ بنوده، ولا يمكن توقّع أي خير من الاستعمار والصهاينة: زعيم الشيعة في باكستان.

0
77

إسلام آباد – 16 أكتوبر 2025م:
قال زعيم الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي نقوي، إنه لا ينبغي أن يُتوقع أي خير من قوى الاستعمار والصهيونية، فالاتفاق الذي كثر الحديث عنه واحتُفل به، لم تُنفّذ حتى الآن سوى بندين من بنوده، والمتعلقين بتبادل الأسرى والجثامين، دون تنفيذ كامل. وأكد أن القرآن الكريم قد نبّه البشرية قبل أربعة عشر قرنًا إلى خطر الاستكبار والإمبريالية، فهم إذا دخلوا قرية أفسدوها، واستولوا على الحكم فيها، فمارسوا الظلم والاضطهاد، وقتلوا الإنسان كما دمّروا الحضارة والثقافة. وأضاف أن ما تعانيه الإنسانية اليوم من اضطراب وإهانة إنما هو نتيجة الإمبريالية (السامراجية) والاستعمارية (الكولونيالية). كما أعرب عن قلقه إزاء التوتر القائم بين باكستان وأفغانستان، مقدّمًا تعازيه في الشهداء الذين سقطوا، ومؤكدًا ضرورة حلّ الخلافات بالحوار والتفاهم، لأن استمرار التوتر بين دولتين إسلاميتين جارتين لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات في المنطقة.

جاءت تصريحات العلامة نقوي خلال كلمته بصفته ضيف الشرف في مؤتمر بعنوان «نحن والغرب في ضوء آراء الإمام السيد علي الخامنئي»الذي استضافته جامعة المصطفى العالمية في جامع الكوثر بإسلام آباد.

وأوضح زعيم الشيعة في باكستان أن فكر الإمام الخامنئي وأطروحاته تستمد جذورها من القرآن الكريم، وأن هذا الكتاب الإلهي هو منارة هدى للإنسانية جمعاء. وأضاف أن القرآن قد كشف منذ أربعة عشر قرنًا عن طبيعة الاستكبار، محددًا علاماته في الفساد في الأرض، وتدمير الحضارات، وقتل الإنسان، وأن الإمبريالية والاستعمار الحديث هما الوجهان المعاصران لهذا الاستكبار.

وبيّن أن ما يجري اليوم في الشرق الأوسط، وخصوصًا في فلسطين، هو نتيجة مباشرة لهذه السياسات الاستكبارية. فقد وُجد اليهود في أرض فلسطين قبل عام 1948م، وكانت هناك ست مستوطنات فقط، لكن لم يكن الصهاينة قد وُجدوا بعد؛ إذ جرى توطينهم هناك عبر مؤامرات دولية. ولم يكن هناك قبل قرن من الزمن أي وجود لتلك الدولة غير الشرعية، المغتصبة، الإرهابية التي وصفها بقول القائد الأعظم محمد علي جناح بأنها «خنجر مغروس في قلب الشرق الأوسط».

وأضاف سماحته أن هذا الاستكبار قد نسج شبكة معقدة من السيطرة، حتى أُزيلت الفوارق بين الظالم والمظلوم، والقاتل والمقتول، وأصبح العالم يحتفل باتفاق لم يُنفذ حتى في أدنى بنوده. فبعد لحظات من الهدوء، عادت آلة القمع لتسحق الفلسطينيين من جديد، في حين يُهدد بإغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية. وسأل مستنكرًا: كيف يمكن إذًا أن يُنتظر خير من دولة صهيونية غير شرعية، إرهابية، ومن قوى الاستعمار والداعمين لها؟

وختم العلامة بتوجيه نداء إلى الأمة الإسلامية قائلاً إن العودة إلى الرسالة القرآنية العالمية بروح بحثية وتدبر عميق هي السبيل الوحيد لإنقاذ الإنسانية والأمة من براثن الإمبريالية والاستعمار، مشيرًا إلى أن هذا الوعي هو الذي سيشكّل نقطة الوحدة الحقيقية للمسلمين جميعًا.

وشارك في المؤتمر كل من الدكتور كاظم سليم من جامعة المصطفى العالمية، والسفير السابق شمشاد أحمد خان، والدكتور قنديل عباس من جامعة القائد الأعظم، والدكتور محمد خان رئيس قسم البحوث السابق في جامعة الدفاع الوطني، والدكتور رازق من جامعة الشباب الإسلامية، حيث قدّموا بحوثًا وأوراقًا علمية في الموضوع ذاته.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here