راولبندي / إسلام آباد – أكتوبر 2025
زعيم الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي نقوي:
“يُحتفل عالميًا بيوم المدن تحت شعار المدن الذكية المتمحورة حول الإنسان، لكن مركز حياة سكان غزّة—الذي كان يُعدّ من المدن الحديثة—تحوّل اليوم إلى أنقاض، وبيروت التي كانت تتقدم وتنهض أصبحت ضحية للعدوان الخارجي، ودمشق ذات المكانة التاريخية لا يجد أهلها من يسأل عنهم. المؤسف أنّه من نيويورك إلى لندن إلى إسلام آباد، ومن القاهرة إلى إسطنبول، احتُفل باتفاق ما، بينما ما زالت صرخات المظلومين تهزّ ضمائر العالم.”
وأضاف: “في باكستان، تواجه مدن مثل لاهور وكراتشي وغيرها من المدن الدولية تحديات خطيرة من تغيّر المناخ والسموغ والمخاطر البيئية، ومن جهة أخرى انعدام الأمن وضعف حماية أرواح الناس وأموالهم. والمواطن العادي صار عاجزًا حتى عن شراء حاجاته الأساسية، فكيف يمكن، في مثل هذا الواقع، تصور تطبيق مفهوم (المدن الذكية) على أرض الواقع؟”
وجاءت تصريحاته في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للمدن الذي يُحتفل به سنويًا بعد إقراره من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحمل هذا العام شعار “المدن الذكية المتمحورة حول الناس”، وهو شعار يركّز على دور التكنولوجيا في تحسين الحياة المدنية مع إعطاء الأولوية للكرامة الإنسانية والشمول الاجتماعي. وقال: “العنوان جميل، والرسالة إيجابية، لكن المؤسف أن الإنسانية تخجل عندما ننظر إلى المدينة الدولية غزّة، المدينة التي تدمّر كلّ شيء فيها: البنى التحتية، المستشفيات، المدارس، المساجد، المراكز الإعلامية، حتى مكاتب الأمم المتحدة والمخيّمات الإغاثية. وبعد كل هذا الدمار ظهر اتفاق معقّد احتُفل به، بينما ما تزال رائحة البارود وصوت المأساة يملآن غزّة. فلماذا لا يستيقظ الضمير العالمي لغزّة، ولا لبنان، ولا لدمشق، حيث تُنشر الفوضى والاضطراب وتُحاك المؤامرات؟”
وتابع العلامة قائلاً:
“إسلام آباد، كراتشي، لاهور تُعدّ من المدن العالمية، ومع ذلك فقد تم تدمير الجمال الطبيعي للعاصمة، وأهلها يعانون من انعدام الأمن وضيق العيش. وفي مناطق أخرى ترتفع أسعار أبسط الخضروات أربع مئة ضعف في ليلة واحدة، وفي المراكز التجارية الكبرى تتكرر حوادث التحرش بالنساء دون أي ردع فعلي. أما كراتشي، التي كانت تُعرف بأمّ الفقير، فقد عاد إليها الخوف وانعدام الأمن، ولاهور التاريخية تغرق اليوم في تلوث تاريخي غير مسبوق، بينما الإجراءات الوطنية والدولية المطلوبة لا تُرى على أرض الواقع.”
وختم قائلاً:
“يوم المدن يجب أن يُحتفل به، لكن يجب أيضًا حماية المدن وسكانها، وضمان حقوقهم وكرامتهم وأمنهم.”

