راولبندي / إسلام آباد – 8 نوفمبر 2025
قال زعيم الشيعة في باكستان العلامة السيد ساجد علي نقوي في رسالته بمناسبة يوم إقبال إنّ أفكار شاعر المشرق كانت صدىً لصوت كل إنسانٍ يحمل همّ الأمة الإسلامية، وإنّ فلسفة “الخُودي” التي قدّمها مفكّر باكستان الدكتور محمد إقبال لم تُعامَل بما يليق بقيمتها ولا بما يشرف الأمة. وأكد أنّه لو كان إقبال حاضرًا بيننا اليوم لشعر بالحزن العميق على حال باكستان، لأنّها – برأيه – لا تزال غير مكتملة الحرية، وتتعرض سلامتها وسيادتها لتهديدات مستمرة، وما تزال عرضةً للهيمنة الغربية والأوروبية.
وأضاف أنّ الأمة بحاجة إلى أن يقتدي الحكّام قبل عامة الناس بأفكار إقبال ومبادئه، حتى تسير باكستان نحو نهضة شاملة وتغدو مركزًا ومحورًا للعالم الإسلامي.
وقال العلامة إنّ إقبال لم يكتف بإيقاظ روح التحرر لدى مسلمي شبه القارة، بل وجّه المسلمين في أنحاء العالم إلى التمسك بأوامر القرآن، والاستلهام العملي من سيرة الرسول ﷺ، والتعمق في دراسة سِيَر عظماء الإسلام، وإحياء القيم والتقاليد الإسلامية، مشيرًا إلى أنّ هذا المعنى واضح في تنوع شعره وعمق موضوعاته.
وبيّن أنّ الحلم الذي رسمه مصوّر باكستان لوطنه لم يتحقق حتى بعد مرور أكثر من نصف قرن، إذ اكتفى الناس بطلاوة شعره دون استيعاب رسالته العميقة، وأُنشئت مؤسسات تحمل اسمه دون أن تُترجم أفكاره إلى خطوات مؤثرة. وأشار إلى أنّ الأسلوب الذي علّم به إقبال الأمةَ معنى الحرية والكرامة لم يُعمل به كما ينبغي.
وأضاف أنّ شاعر المشرق استقى من القرآن والسنّة والتاريخ الإسلامي بصورة فريدة تميّزه، وتظهر بوضوح في شعره الذي جعل فيه الإسلام ورسوله الكريم وقيمه ومبادئه محورًا أساسيًا.
وختم سماحته بالتأكيد على أنّ إقبال لم يكتف بوصف معاناة الأمة الإسلامية، بل أعرب في مواضع كثيرة عن قلقه من الهجوم الفكري والعلمي والثقافي والعسكري الذي يشنّه الأعداء على الأمة، ودعا المسلمين إلى التحرر من الاستكبار والاستبداد، وإلى تطبيق تعاليم الإسلام العظيم، والافتخار بثقافتهم الأصيلة والرفيعة.

