﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
[ الروم: 30]
ألقى زعيم الشيعة في باكستان العلّامة السيد ساجد علي نقوي، كلمة في اجتماع جامعة المنتظر العالميّة، حيث أثنى في مستهل خطابه على المنظّمين مثمنًا جهودهم في إقامة هذا البرنامج العلمي المتميّز الذي يعكس روح الوعي الديني والفكري.
وأكد سماحته أن للمدارس الدينية أهميّة بالغة، خاصة في هذا العصر الذي تُحاك فيه المؤامرات لإضعاف القيم الدينية وتشويه المفاهيم الإسلامية الأصيلة. وقال إن تأسيس المدارس الدينية ونشر الدين بصورته الأصلية بين الناس واجب أساسي، لأن الدين علّم الإنسان منهج الحياة الفطري الذي ينبغي تعلّمه والعمل به ونشره، مضيفًا أن المدارس الدينية هي السند الحقيقي لحفظ هذا النهج.
وأوضح العلّامة أن أكبر تحدي تواجهه الأمة اليوم هو الحملة الممنهجة ضد القيم الدينية، مما يتطلب إقامة منظومة حماية فعّالة. وأضاف أن المدارس الدينية تؤدي دورًا محوريًا في هذا المجال، مشيرًا إلى أن هناك مساعٍ حثيثة لإضعاف الحضارة الإسلامية عبر الوسائل الحديثة.
وشدّد سماحته على ضرورة الإصلاح الديني والاجتماعي، مؤكدًا أن الإصلاح هو نهج الأنبياء، وهو نفسه الهدف الذي أعلنه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام بقوله: «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».
تحدّث العلّامة عن حقوق أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، مبينًا أن هناك مؤامرات منظّمة تستهدفهم رغم أن الدستور والقانون يكفلان حرية الاعتقاد والتعبير والعمل والتبليغ الديني. وأكد أن التمسك بالمذهب وممارسة الشعائر ونشر التعاليم العقائدية هي حقوق طبيعية ودستورية لا يمكن التنازل عنها قيد أنملة.
وأشار إلى أن التحركات الجارية لعرقلة نشاط الطائفة لن تنجح، لأن الهوية المذهبية حق فطري لا يمكن سلبه. وأضاف أن محاولات تهميش الشيعة أو جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة قد فشلت، مستشهدًا بـ دعوات ربيع الأول، وجهود التشريعات القانونية، والضمانات الدستورية القائمة.
وحذّر سماحته من المحاولات الرامية إلى تقييد الشعائر الحسينية، داعيًا إلى الجهوزية الكاملة لمواجهتها، موضحًا أن بعض المجموعات والجهات الرسمية تُستغل في هذه الحملات، غير أن حقيقتها باتت واضحة للشعب.
ودعا العلّامة السيد ساجد نقوي المراجع الدينيّة والجماهير الواعية إلى التحلي باليقظة والاستعداد للتضحية، مؤكدًا أن الحفاظ على الشعائر الدينية مسؤولية جماعية.
وفي ختام كلمته، أشار سماحته إلى أن توحيد مختلف الجماعات الدينية في شبه القارة تحت راية واحدة هو إنجاز فريد يعكس روح الوحدة الإسلامية الحقيقية. وأكد أن القيادة لا تؤمن بالصدام أو المواجهة، لكن إذا فُرضت المواجهة، فلن تكون المسؤولية على عاتقنا.
واختتم قائلاً إن الدفاع عن الدين الفطري، وحماية القيم الإسلامية، وصون حقوق أتباع أهل البيت عليهم السلام هو واجب شرعي ووطني لا تهاون فيه، داعيًا الجميع إلى الثبات والإصلاح والوحدة لمواجهة التحديات بعزم وإيمان.


